في الليلة السابقة غيرت الوجهة من الحسيمة نحو قلعة طوريس.
برمجت المنبه على 07:00 ثم 07:10 ثم 7:30 وأخيرا نهضت على الساعة 7:40 وغيرت الوجهة مرةً أخرى نحو الجبهة بناءا على رسالة وجدتها على الواتساپ.
سلمت مفاتيح غرفة الفندق ووضبت أغراضي على الدراجة وانطلقت.
في الطريق، أشار علي رجل ستيني مهيب الهيئة أن أتوقف، ظننته يحتاج المساعدة، عرض علي قضمة كعك وبدأ الحوار، تكلمنا عن الجو والوجهة والعمل والطبيعة والخضرة وصاحب السيارة الذي قربنا، اتضحت الصورة، صاحبنا محمد، هو أيضا مزارع قنب، ويسوِّق بضاعته باعتراض المارة وعرض خدماته، أبديت اهتمامي بعرضه لأسمع المزيد، وأن من معارفي من قد يود اقتناء منتوجاته، بكميات محترمة، ألح علي أن آخذ عينة من "البلدية" ومن "كريكيتة" لأعرضها على الزبون المحتمل، سألته إن كانت مجانية، لكن للأسف.
وصلت الجبهة، وقفت بأحد المقاهي لوجبة الفطور، جلس بقربي محمد آخر، بدأ يعد لفافة الحشيش خاصته ليدخنها، وبدأ الحوار، فسر لي محمد أن حشيش الجبهة ونواحيها أفضل من مثيلاته في كتامة وما جاورها، وأن الصيت العالمي الذي يتميز به حشيش كتامة، هو دعاية فارغة (في إطار كل قوم بما لديهم فرحون)، كما حدثني عن الفرق بين "البلدية" و"كريكيتة"، ولكي تعم الفائدة أصدقائي، سأخبركم بما أخبرنيه، بذور كريكيتة يبلغ ثمن الحبة منها 10 دراهم، بينما البلدية، لا تسوى عند أهل الاختصاص جناح بعوظ، لماذا هذا الحيف، بذرة البلدية تعطي نبتةً لا يتجاوز طولها في أحسن الحالات مترين، بينما كريكيتة، تتجاوز الخمس أمتار طولا والثلاث أمتار عرضا، القنطار من نبتة كريكيتة تُستخلص منه أكثر من 7 كيلوغرامات من الحشيش الجاهز للاستعمال، بينما قنطار البلدية، لا يتجاوز 700 غرام.
لكن وكجميع ما هو معدل جينيا، استعمال البلدية في لفافات الحشيش لايؤثر على العقل ولو تجاوز المتعاطي 20 سنةً، بينما تعاطي كريكيتة ل6 أشهر كفيل بأن يُذهب بعض العقل (والعهدة على محمد طبعا).
بعدها ناقشنا التقنين، والعفو الملكي، وعلاقة ثمن الغرام بالنُذرة.
*****
أصدقائي الأعزاء، آراؤكم، تساؤلاتكم، وتشجيعاتكم واقتراحاتكم محل تقدير كبير، وأتشرف بها. لا تترددوا في مشاركتها معي في التعليقات.