اليوم الرابع عشر - جولة صيف 2024 - تطوان

أضيف بتاريخ 08/26/2024
محمد توفيق المغازلي

 

الساعة 8:30، خرجت أستمتع بجمال أزقة المدينة قبل أن ينافسني عليها أحد، تناولت فطوري حيث تناولته أمس، هذه المرة، لم يجلس على طاولتي أحد.
شربت قهوتي أمام كنيسة سيدة الانتصارات وانطلقت، بسرعة مشي تقلصت للنصف بسبب العطب في الركبة، بدأت بالمتحف الأركيولوجي لتطوان، أثارني فيه أثر جميل، مدامع زجاجية، كان الرومان يحتفظون فيها بالدموع في الجنائز، ثم اتجهت لدار العودي، دار من ثلاثة طوابق، خلابة في معمارها وزليجها ومفاتيح كهربائها بُنيت أوائل القرن الماضي على الطراز التطواني العريق، في طريقي لطابقها الأرضي أحسست بالملل، لأني كنت أمضي وقتا طويلا في الهبوط (ركبتي اليسرى لا تَنثني).

 

عدت لأرتاح في الفندق، استأنفت المسير قُبيل العصر، هذه المرة تمشيت في أزقة السكان الأصليين، بعد نصف ساعة، ها أنا ذا أتسكع في مقبرة سيد المنضري، سألت مارًا لماذا ليست كل القبور مستقبلةً القبلة؟ بدت عليه علامة الدهشة وكأنه لم يلاحظ الأمر يوما، أكملت طريقي، خرجت من المقبرة ودخلت المدينة العتيقة من باب المقابر (هكذا هو اسمه)، على يساري دار الدباغ، قمت بجولةٍ فيها، وجدت مغنيا للراپ ومصورا يسجلان كليپً بها، في طريقي للخروج رجل يستقبل الحائط على يميني ليبول، تساءلت، أ بول الإنسان أعفن أم الماء حيث ترقد تلك الجلود !
هنا في حي المصلى، أحد أحياء تطوان العريقة، وأحد أحياء الهامش، تذكرت واستوعبت جملةً قيلت لي أكثر من أربع مرات في الأسبوعين الماضيين، مفادها: أن يكون المرأ رجلا في بلد كالمغرب، هو امتياز. أكدت لي سارة أيضا ذلك، سارة أحست أن سفرها منفردة لهذه الأرجاء وحده تُهمة، من سائق التاكسي إلى الواقف على أعتاب المقهى يؤكدان لها: بناتنا ما تايسافروش بوحدهوم، سارة أستاذة يوگا ونزيلة بالفندق، تبادلنا الحديث حول الطاقة واليوگا والحياة والمعنى والتعافي والنُّزل والنزلاء وبرنامج الغد.
 
*****
أصدقائي الأعزاء، آراؤكم، تساؤلاتكم، وتشجيعاتكم واقتراحاتكم محل تقدير كبير، وأتشرف بها. لا تترددوا في مشاركتها معي في التعليقات.