اليوم السادس - جولة 2025 - الطريق إلى طرابزون

أضيف بتاريخ 08/07/2025
محمد توفيق المغازلي

كنت مترددا في ماذا بعد اسطنبول، أ أذهب جنوبا أم شرقا! استقر قراري قبل 36 ساعة من الانطلاق على الذهاب إلى طرابزون شرق البلاد.
استيقظت في السابعة والنصف صباحا، قمت بآخر الترتيبات، خرجت مع أحمت الساعة التاسعة صباحا ليقلني للمحطة، في طريقنا، ناولني علبة بسكويت مالح وقارورة ماء، أحمت لا يطبخ، يعيش على هاذين العنصرين في الفطور.
كنت طلبت منه إن كان يعرف من أين أشتري مخدة العنق في اسطنبول، في طريقنا، بحثنا ولم نجد، فاقترح علي أخذ مخدته (طبعا رفضت).
أحمت جنبني عناء ساعة ونصف من المواصلات، وصلنا بعد نصف ساعة للمحطة، رافقني حتى يتأكد من أن كل شيء على ما يرام، اعتذر لي لأنه لم يكن متاحا أغلب الوقت نظرا لظروف عمله، ودعاني لضرورة أن أجيئ مرة أخرى. تعانقنا عناق الأصدقاء، ثم التقطنا صورة وافترقنا.
كان لا يزال أمامي ثلاث ساعات لانطلاق الحافلة. تجولت قليلًا في المحطة، ثم اشتريت بعض الحاجيات من متجر “بيم”، جلست بعدها أحتسي كوب نيسبريسو، وللطف المضيّفة، قدمت لي قطع حلوى مجانًا مع القهوة.
حان وقت الإركاب، تأخر الباص ولم يكن بجودة ما انتظرت، أحسست بإحباط صغير، خاصة وأن أمامي 20 ساعة من الطريق.
المهم، أمددت حقيبتي الكبيرة للموظف ليضعها في صندوق الحقائب، وانطلقنا، اغتنمت الفرصة يومها لأصوغ تقرير اليوم الثاني.
بعد ساعات كثيرة في الطريق، وكثير من الأرق والتأمل والمشاهدات، توقفنا غي واحدة من محطات الاستراحة، بعد انطلاق الحافلة، لاحظت في تطبيق تتبع حقيبتي أنها لم تعد معي في الباص، فضربت في رأسي مقولة: "أنا اتنشلت يا جدعان!"، أخذت نفسا عميقا، فكرت، ثم دخلت تطبيق شات جي پي تي أصوغ رسالة توضح ملابسات ما حدث، وأن الحقيبة لم تعد موجودة في صندوق الحافلة، ترجمتها للتركية، ونهضت أتمشى نحو مساعد السائق في مقدمة الحافلة لأزف له الخبر، في تلك الأثناء فكرت في السيناريوهات الممكنة وما يجب فعله في حالة كهذه، وأنا في طريقي، ظهرت الحقيبة في برنامج التتبع، استدرت، عدت مكاني، وقهقهت في خاطري.
اشتريت مخدة العنق في أحد المحطات، بجودة رديئة طبعا، لم تكن مريحة ولم أتمكن من النوم.

ملاحظة: تقرير هذا اليوم، تمت صياغته في اليوم السادس عشر.