اليوم الثاني لي باسطنبول، جاء بعد يوم حافل جدا، قطعت فيه حوالي 25 كلم مشيا، أتمشى وفقط، متبعا حدسي تارة، والجموع تارة، وتطبيق غوغل تارة أخرى.
بدأت صباحي بجرية مُستنزفة، حرارة ورطوبة عالية جدا.
بعدها، بدأ الاستكشاف مجددا، وددت تناول فطور تركي، بحثت في خريطة غوغل، وجدت مطعما راقني جنوب الجزء الآسيوي من اسطنبول (منطقة موضا)، قصدته بالباص، ثم بترام عتيق (بعد أن ظللت طريقي وتوجهت بدل الترام للميترو) ثم راجلا. طابع المنطقة أوروبي وباذخ، المطعم أنيق وكبير جدا، ويطل على الأبيض المتوسط. تناولت الفطور ثم جمعت شايا تركيا وقهوة غربية كافرة في جلسة كنا فيها نحن الثلاثة.
بعدها تمشيت على طول الرصيف بجانب البحر وطالعت رسالة أرسلتها لي مريم سابقا (مريم أيضا، صديقة صديقي حمزة، وهي مقيمة باسطنبول)، تضم مقترحات مزارات بالمدينة، وجدت من بين اللائحة متحفا قريبا لحيث كنت، "متحف گازان"، في طريقي مشيا نحو محطة الباص الذي سيقلني إليه، مررت بمحل لبيع أدوات بلاستيكية، فتذكرت شيئا وددت شراءه طوال العامين الماضيين دون أن أتوفق، "وعاء للصابونة"، ومن غرائب صدفي وتفاهة القدر، بعد أن ذهبت للمنزل وجدت الصابونة أكبر من أن يحتويها الوعاء، لكن، لا تلقوا بالا، ذابت الصابونة (بعد يومين)، وأصبحت داخل الوعاء.
نعود للمتحف، هو معمل للغاز أنشئ سنة 1892، وأصبح الآن مركزا للفن والعروض، زرت به جناحً مهيبا خُصص للاحتفاء بمؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، صوره، عكازه، مرطبان السكر الخاص به، رسائل بخط يده، جرائد غطت أخباره، وأشياء أخرى، أثارني كثيرا إضافة للمتحف على شرفه، تمجيد كثير من الأتراك هذا الرجل وتاريخه، تجد في عدد مهم من أبواب المنازل والنوافذ والشرفات صوره. وفي ساحات عامة وأسواق، رايات أو مجسمات له.
رجعت للمنزل، بعد أن تناولت الغذاء، وتبادلت أطراف الحديث وتعرفت أكثر على أحمد (أحمت)، مضيفي، وگوستادينكا.
قيلولة، ثم قهوة مثلجة بالكاراميل بالجوار، وثلاث ساعات لأصوغ تقرير اليوم الأول (التقرير قبل هذا)
ملاحظة: تقرير اليوم الثاني هذا، صغته الآن، باليوم السادس 🥲