تأملات مداوم

أضيف بتاريخ 06/07/2023
محمد توفيق المغازلي

صبيحة هذا اليوم، كنت "الأستاذ المداوم" بمركز لاجتياز امتحانات البكالوريا بصفتي أستاذا لمادة الرياضيات بالثانوي التأهيلي وهي المادة المعنية بالاختبار.
بعد ساعة ونصف من صوم عن الكلام لأسباب ذاتية لها علاقة بمرض خفيف ألم بي، وأخرى موضوعية، اكتفيت فيها بالملاحظة والتأمل، تارة أدقق في ظل الدربوز الذي يُظهر به عيوبا على الأرض لا تُرى إن دققت فيه مباشرة، وتارة أخرى أطالع منشورات على سبورة حائطية قرب خزانة المؤسسة خطَّتها أنامل تلاميذ الأندية التربوية بالمؤسسة، وتارة أمحص صورة الملك المعتمدة رسميا، الجلسة والابتسامة والزليج ولون الكرسي الذهبي المزخرف واحترام التوازي والتعامد بين الصورة والإطار ...، وتارة أنظر في الحائط المصبوغ بتقنية الإسفنجة، وأشياء أخرى .. تأمل كسرته صورة جماعية مع مدير أكاديمية جهة مراكش والفريق، وأنهاه إفطار مع ثلة من الطاقم الإداري والتربوي بثانوية الرحالي الفاروق بمراكش.
لأدخل بعدها في تأمل من نوع ٱخر، دخلت قاعة "كتابة الامتحان" قاصدا مدير المؤسسة ورئيس مركز الامتحان السي عبد اللطيف أسأله عن الولوجيات التي لاحظت أنها تغطي جميع مرافق المؤسسة، أهي مبادرة وزارية أم اجتهاد طاقم له غيرة على أبنائه !! لنفتتح بذلك نقاشا جميلا راقيا رساليا معه ومع أطر أخرى كانت بالقاعة.
عرفت أن المبادرة مبادرة فردية، أشرف عليها الطاقم الإداري والتربوي بتمويل خارجي أمريكي، وأن المعني الأساسي بهذه المبادرة هي تلميذة واحدة ووحيدة، وأنها حاليا تشغل منصب رئيس المجلس التلاميذي، تدعو للاجتماعات وتسيرها وتعد تقاريرها.
وعرفت بعدها أن الطاقم أسس ناديا يُعنى بالتلاميذ التوحديين، وأن المعني بهذه المبادرة تلميذ واحد أيضا ووحيد، وأن النادي أخرج للوجود فيلما قصيرا عن هذه الفئة، وكان البطل فيه صديقنا المُشخص بالتوحد، الذي وعلى قول المدير "إيوا سير شدو دابا"، قاصدا بها أنه تحرر وانطلق في الحياة.
وحكو لي عن أندية وأنشطة أخرى لا يسعها المقام وحكيت لهم..
بعدها فُتح نقاش مع السي محمد الݣص وهو مفتش في التوجيه والتخطيط التربوي، لمست فيه غيرة غير طبيعية على التلاميذ وصعوبات تعلمهم، ناقشنا بعض الأسباب والحلول وخرجنا بتوصيات عملية يُنزلها كل واحد منا من موقعه.
پس: أوافيكم بالصورة حال التوصل بها.
استدراك مهم جدا نسيت ذكره في التدوينة أعلاه، في إطار "اعط لكل ذي حق حقه"
الذي حفَّز فيَّ التأمل، وفعَّل خاصية la conscience de soi، هو تعففي عن استعمال هاتفي الذكي جدا لسببين، ثانيهما، أن استعماله ممنوع في مركز الامتحان، وأولهما أن شركة الاتصالات قامت بحظر ربطي بالأنترنت والمكالمات لأني لم أدفع رسوم الاشتراك (علما أني زبون وفي واشتراكي عمره أكثر من 12 سنة).
__________________
استدراك مهم جدا نسيت ذكره في تدوينة أمس، في إطار "اعط لكل ذي حق حقه"
الذي حفَّز فيَّ التأمل، وفعَّل خاصية la conscience de soi، هو تعففي عن استعمال هاتفي الذكي جدا لسببين، ثانيهما، أن استعماله ممنوع في مركز الامتحان، وأولهما أن شركة الاتصالات قامت بحظر ربطي بالأنترنت والمكالمات لأني لم أدفع رسوم الاشتراك (علما أني زبون وفي واشتراكي عمره أكثر من 12 سنة).
 
*****
أصدقائي الأعزاء، آراؤكم، تساؤلاتكم، وتشجيعاتكم واقتراحاتكم محل تقدير كبير، وأتشرف بها. لا تترددوا في مشاركتها معي في التعليقات.