ترجلت عن صهوة حصاني الناري بعد أن ربطت لجامه، تقدمت نحو الرصيف، وطلعت فوقه بكل رشاقة، ومشيت نحو مقصدي وأنا أتأمل في دواخلي كعادتي باحثا عن المعنى.
سمعت أنين امرأة، التفت، وجدتها خمسينية تحاول تسلق العشر سنتمترات التي ارتقيت فوقها برشاقتي المعهودة، مددت لها يد المساعدة، أمسكتُ حقائبها، سعِدَت سعادة لحظية ستنتهي غالبا بغياب يدي التي تستند عليها، أو قد لا تنتهي لجمال الحوار بيننا، مشينا مسافة 100 متر مستوية متبوعة بتسلق طابقين يعادلان حوالي 30 رصيفا.
أخذ منا هذا المسار حوالي 12 دقيقة أقل أو أكثر، توقفت خلالها واللا زهرة حوالي ست مرات للاستراحة ومرتين للبكاء، لسان حالها يلعن الزمن والمكان والصحة التي ليس لها أمان، تحدثنا، عرفتْ إسمي وحالي وعدد أطفالي، وعرفت أنها امرأة وحيدة تعاني السمنة والتهاب المفاصل وقلة الحيلة مع هذا المرض، دعت لي بالصحة والعافية ووفير الرزق.
وصلنا باب منزلها، سلمتها حقائبها، وواصلت المسير لمقصدي مستحضرا الٱية "إنا خلقنا الإنسان في كبد"، وفلسفة بوذا في الألم "الولادة ألم، الشيخوخة ألم، الموت ألم، ..."، والنعم الوفيرة التي مكنتني من الارتقاء فوق الرصيف بكل تلك الرشاقة.
*****
أصدقائي الأعزاء، آراؤكم، تساؤلاتكم، وتشجيعاتكم واقتراحاتكم محل تقدير كبير، وأتشرف بها. لا تترددوا في مشاركتها معي في التعليقات.
أصدقائي الأعزاء، آراؤكم، تساؤلاتكم، وتشجيعاتكم واقتراحاتكم محل تقدير كبير، وأتشرف بها. لا تترددوا في مشاركتها معي في التعليقات.